يحيى الشيخي {مدونة} دينية وتربوية وثقافية واجتماعية

أحدث المواضيع

اعلان2

Your Ad Spot

17.5.21

تفسير قوله تعالى : (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

 


 قوله تعالى (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا )

 إخبار عن عدله تعالى ، وأنه لا يعذب أحدا إلا بعد قيام الحجة عليه بإرسال الرسول إليه ، كما قال تعالى (كلما ألقي فيها فوج سألهم خزنتها ألم يأتكم نذير قالوا بلى قد جاءنا نذير فكذبنا وقلنا ما نزل الله من شيء إن أنتم إلا في ضلال كبير )  الملك : 8 ، 9 ، وكذا قوله  تعالى ) :  وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاءوها فتحت أبوابها وقال لهم خزنتها ألم يأتكم رسل منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا بلى ولكن حقت كلمة العذاب على الكافرين )الزمر : 71 ، وقال تعالى (وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير فذوقوا فما للظالمين من نصير)  فاطر : 37 إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن الله تعالى لا يدخل أحدا النار إلا بعد إرسال الرسول إليه ، ومن ثم طعن جماعة من العلماء في اللفظة التي جاءت مقحمة في صحيح البخاري عند قوله تعالى) :  إن رحمة الله قريب من المحسنين ( الأعراف : 56 .
حدثنا عبيد الله بن سعد ، حدثنا يعقوب ، حدثنا أبي ، عن صالح بن كيسان ، عن الأعرج بإسناده إلى أبي هريرة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال" اختصمت الجنة والنار " فذكر الحديث إلى أن قال : " وأما الجنة فلا يظلم الله من خلقه أحدا ، وأنه ينشئ للنار خلقا فيلقون فيها ، فتقول : هل من مزيد ؟ ثلاثا ، وذكر تمام الحديث .
فإن هذا إنما جاء في الجنة لأنها دار فضل ، وأما النار فإنها دار عدل ، لا يدخلها أحد إلا بعد الإعذار إليه وقيام الحجة عليه . وقد تكلم جماعة من الحفاظ في هذه اللفظة وقالوا : لعله انقلب على الراوي بدليل ما أخرجاه في الصحيحين واللفظ للبخاري من حديث عبد الرزاق عن معمر ، عن همام ، عن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم" تحاجت الجنة والنار " فذكر الحديث إلى أن قال" فأما النار فلا تمتلئ حتى يضع فيها قدمه ، فتقول : قط قط ، فهنالك تمتلئ ويزوي بعضها إلى بعض ، ولا يظلم الله من خلقه أحدا ، وأما الجنة فينشئ الله لها خلقا " .   .

تفسير ابن كثير 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مساحة11

Your Ad Spot

قائمة 2