يحيى الشيخي {مدونة} دينية وتربوية وثقافية واجتماعية

أحدث المواضيع

اعلان2

Your Ad Spot

7.5.22

كيف تصلح علاقتك مع إبنك



قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدنْيَا) فإذا وهبك الله أبناءً ولو واحدا فقد وهبك نعمة عظيمة فاعتن به كعنايتك بنفسك, وكن له والداً وصديقاً وحبيباً, ولكن قد تكون هناك فجوة واسعة بينك وبين ولدك يصعب عليك ردمها وقد يعود السبب إلى البداية الخاطئة في تعاملك معه منذ بداية الطفولة المبكرة حتى سن المراهقة والتي ربما كانت تلك المرحلة مليئة بالأوامر والنواهي والنقد السلبي الجارح له الخالي من التحفيز والتقدير واحترام المشاعر مما تسبب في سحب جميع رصيد بنك الأحاسيس لديه وتركه فارغاً بلا رصيد, ومن هنا بدأ الطفل يشعر أن هناك فراغاً كبيراً في حياته ويحتاج إلى تكوين علاقات خارجية ليملأ بها فراغه الذي يعيشه, وبالتالي حتما سينفلت الزمام من يديك وسيمسكه شخصا آخر غيرك من الخارج وهنا تكمن الخطورة, وقد يصعب عليك استرجاع ذلك الزمام وإمساكه مرة أخرى, ولكن أقول قد تكون هناك بعض الفرص التي قد تجعل الزمام منفلتا يمر بين يديك وأمام عينيك مرة أخرى وذلك من خلال بعض المشاكل والمصاعب التي تمر بطفلك فتجعله حائراً في مشكلته مهموما بحلها ويحتاج من يساعده ويقف بجانبه في أزمته, فإذا لاحظت ذلك فيه فهنا يجب عليك انتهاز هذه الفرصة ومسك الزمام  مرة أخرى وبقوة وعدم تركه لغيرك ولو كلفك الكثير, ومن هنا ابدأ مع ابنك من جديد في بناء علاقة قوية, فهي الفرصة الثمينة التي لا تعوض

 حاول أن تفهمه واجعله يشعر باهتمامك به وقبولك إياه كإنسان.

فالإبن أمانة وأنت مسؤول عنه يوم القيامة,  قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "«كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ؛.... إلى أن قال: وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ" ومن رعاية الأبناء تربيتهم والوقوف بجانبهم لمساعدتهم في حل مشاكلهم.

يقول: (ستيفن كوفي ) في كتابه العادات السبع, "عندما ينظر الآباء إلى مشكلات أطفالهم على أنها فرص لبناء علاقات بدلاً من النظر إليها على أنها عبء سلبي مقلق ستتغير طبيعة التفاعل بين الأطفال والآباء ويصبح الآباء أكثر استعداداً بل سيملكهم الفضول لفهم أطفالهم فهماً أفضل ومساعدتهم.

تطبيق الفكرة

قام بتطبيق هذه الفكرة بعض المتاجر ففي أي وقت يحضر العميل إلى المتجر ويعاني مشكلة كبيرة أو صغيرة يتوجه إليه الموظفون من فورهم يرون فرصة عظيمة لبناء علاقة قوية مع العميل ويستجيبون بسعادة ورغبة إيجابية من أجل حل المشكلة وإسعاد العميل وهم يتعاملون مع العميل بتسامح واحترام ويقدمون تلك الخدمة الإضافية ومن ثم لن يفكر العملاء في التوجه إلى مكان آخر".

ونحن نقول أنه بإمكاننا تطبيق هذه الفكرة مع أبنائنا لتقوية علاقتنا بهم وذلك من خلال ملاحظتنا لهم ومراقبة سلوكهم وتصرفاتهم فكلما رأينا أو شعرنا أن هناك شيئا ما حدث لهم مما يسوؤهم في حياتهم حأولنا أن نكون أول من يعرض لهم المساعدة والحلول ونبدي لهم كل الاهتمام والحنان والشفقة  فإذا وجدوا ذلك منا لا شك أن العلاقة ستتجدد وبقوة وسيعود ارتفاع رصيد بنك الأحاسيس في صعود حتى يمتلئ من جديد, وهنا يتحقق الهدف بعون الله.

ستظلُّ في قلبي وفي وجداني

مهما فؤادُك يا بُنَيَّ جفاني

مهما رفعتَ حواجزًا وتركتني

وحدي أُكَفْكِفُ أدمعي وأعاني

ولَسَوفَ أبقى في طريقك جنّةً

حتى ولو نارًا عليكَ تراني

والله الموفق إلى كل خير.

كتبها: يحيى بن إبراهيم الشيخي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مساحة11

Your Ad Spot

قائمة 2