يحيى الشيخي {مدونة} دينية وتربوية وثقافية واجتماعية

أحدث المواضيع

اعلان2

Your Ad Spot

15.11.22

بيضة الذهب

 


بيضة  الذهب

كان هناك مزارع وجد أن عنده في مزرعته وزة تبيض بيضة ذهبية ففي اليوم الأول  وجد بيضة ذهبية, فلم يصدق ذلك, فتفحّصها جيداً وفعلاً وجدها من الذهب الخالص, وصارت هذه الوزة تبيض كل يوم بيضة واحدة فقط من الذهب, وهذا المزارع كان فقيراً وفجأة أصبح أغنى رجلا في القرية بسبب هذه الوزة, وهنا بدأ الطمع والجشع يظهر على هذا المزارع, وقال  لماذا أنا أنتظر كل يوم بيضة واحدة من هذه الوزة, سيستغرق هذا من الوقت الكثير حتى تبيض كل بيضات الذهب, لماذا لا أذبحها وأخرج كل بيضات الذهب دفعة واحدة, وبالفعل قام بذبح الوزة التي كانت مصدر الثروة الذي كان لديه, وكانت المفاجأة أنه بعد أن ذبح الوزة وقطع أحشاءها لم يجد في بطن الوزة ولا بيضة واحدة من الذهب بل وجد أن أحشاءها فارغ من البيض, فندم على فعلته التي بسببها خسر المزيد من الذهب  وخسر أيضاً الوزة التي كانت تمد بالذهب.

هذه قصة رمزية, الهدف منها أن يكون عند الإنسان توازن مابين الإنتاجية وما بين الإمكانية, وتحكي لنا حال الكثير من الناس, الذي يأخذهم الطمع والجشع طرداً وراء المزيد من الإنتاج وينسون الإمكانية التي تمدهم بهذا الإنتاج, فعليهم أن يهتموا بالإمكانيات التي لديهم مثل ما يهتمون بالإنتاجية وأن يكون هناك توازن بينهما, فإذا كان مصدر الثراء أو النجاح أو السعادة هو أنت, فلا تهتم بالإنتاج أو الثراء على حساب صحتك ولا راحتك ولا وقتك بل اعط نفسك نفس الاهتمام الذي تعطيه لذلك الإنتاج, فأنت الوزّة التي تخرج الذهب, اهتم بالوزة كما تهتم بالبيضة وحافِ

ظ عليها وكن متوازنا في اهتمامك وإلا سيأتي يوم تفقد طاقتك وجهدك وستتعب الوزّة التي هي مصدر الثراء ويضعف انتاجها حتى تفقده في يوم من الأيام,  كن على توازن  في اهتمامك بين موظفيك و زبائنك, فلا تهتم بزبائنك  من أجل كثرة الغنى وتنسى موظفيك فقد يؤدي ذلك إلى أن تفقد موظفيك شيئاً فشيئا, فتخسر الوزة التي كانت سبب هذا الغنى ومصدر الثراء أو النجاح الذي وصلت إليه فإذا, أعطيت موظفيك المزيد من الاهتمام وحفزتهم وكافأتهم فسترى منهم المزيد وإن أهملتهم ولم توازن في اهتمامك بينهم وبين زبائنك فسوف تخسر الجميع وقس على ذلك كل أمور حياتك.

 

 كتبها: يحيى الشيخي


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مساحة11

Your Ad Spot

قائمة 2