يحيى الشيخي {مدونة} دينية وتربوية وثقافية واجتماعية

أحدث المواضيع

اعلان2

Your Ad Spot

30.6.24

دخل الجنة ولم يسجد لله سجدة

 



قد يعيش الإنسان أكثر من ستين سنة مع المسلمين, ويموت يوم يموت ويلقى الله وما معه من الأعمال إلا القليل, بينما آخر غيره يعيش حياته في ضلال مبين, فينوّر الله بصيرته في آخر عمره فيوفقه الله إلى أفضل الأعمال, فيكون فيموت يوم يموت فيكون في عليين, ومن أمثلة ذلك

الأصيرم عمرو بن ثابت بن قيس بن وقشإن.

هذا الرجل من بني عبد الأشهل من قبيلة سعد بن معاذ رضي الله عنه وأرضاه، لما أسلم سعد بن معاذ أسلمت كل قبيلته إلا الأصيرم، تأخر إسلامه إلى يوم أحد، ففي يوم أحد وجد أن الإسلام قريب إلى قلبه، فانتقل إلى المسلمين فوجدهم قد خرجوا إلى أحد، فلحق بهم فوجدهم يقاتلون، فدخل يقاتل معهم، ثم أصيب ووقع على الأرض، واقترب الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم منه فقالوا: هذا الأصيرم ما جاء به؟ قد كان كافراً! لقد تركناه وإنه لمنكر لهذا الأمر، ثم سألوه: ما الذي جاء بك أحدب على قومك أم رغبة في الإسلام؟ فقال: بل رغبة في الإسلام آمنت بالله ورسوله، ثم قاتلت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أصابني ما ترون.

ومات من لحظته، آخر كلمة قالها: إنه قاتل في سبيل الله، فذكروا ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم: (هو من أهل الجنة)، في لحظة واحدة فقط، في لحظة إيمان وصدق انتقل من معسكر الكفر إلى الإيمان، ثم أصبح شهيداً، ثم أصبح في الجنة، كل تاريخه في الإسلام نصف يوم تقريباً لم يكمل يوماً كاملاً، يقول أبو هريرة: ولم يصل الأصيرم لله صلاة قط.

المصدر / ابن هشام 2/94

فاجتهدوا عباد الله في الصالحات فمايدري الإنسان متى يموت وكيف يموت, فإنما الأعمال بالخواتيم كما قال نبينا صلى الله عليه وسلم, وفق الله الجميع لكل خير.

كتبها/ يحيى الشيخي

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مساحة11

Your Ad Spot

قائمة 2