يحيى الشيخي {مدونة} دينية وتربوية وثقافية واجتماعية

أحدث المواضيع

اعلان2

Your Ad Spot

10.12.20

قبل أن تقف خطيبا أو متحدثا استعد بثلاث

 

هل سبق أن كنت خطيبا يوما ما فانطفأت عليك الكهرباء وتعطل الصوت واشتد عليك الحر وعلى الحاضرين, أو حدث لك موقف محرج  مثل أن نسيت أوراق الخطبة أو الكلمة التي كنت تريد أن تلقيها على الناس, أو ربما كنت خطيبا في يوم من الأيام وأثناء خطبتك أو كلمتك قام أحد الحضور وبصوت مرتفع يعترض على خطابك, أو ربما سمعت صريخاً يصرخ فإذا برجل من الحضور أصابه حالة صرع أو حضرت له حالته النفسية التي تأتيه بين وقت وآخر, فقام يصيح ويكسر ويضرب وربما اتجه إليك وقتها, فكيف ستكون حالتك حينها وكيف تتصرف, كل هذه المواقف شاهدتها على مدار ثلاثين سنة تقريبا حدثت لخطباء ومتحدثين أمام عيني فوقعوا في احراج لا يعلمه إلا الله وعشت معاناتهم وكأنني صاحبها, بل بعضها حدث لي شخصيا, ومن هذا المنطلق أحب أن أقول لك كيف تحافظ على اتزانك عند  هذه المواقف حينها حتى لا تتشتت أفكارك ولا يشعر الناس بارتباكك, وكيف تستعد لها قبل أن تحدث لك , فينبغي عليك قبل أن تقف خطيبا أو متحدثا أن تستعد بثلاث:  

الأولى : زادك الثقافي المتنوع , فكلما كنت ملماً ومطلعاً على جميع الثقافات وقدرت أن تحفظ أهمها كلما ازدادت قدرتك على مجاراة الغير وكسب قلوبهم واستطعت أن تنمي جانبك المعرفي, حتى تحيّر من يسمعك ويجزم بأنك موسوعة يخشى مواجهتها.

الثانية :التعمق في التخصص الذي تشتغل به فكلما تعمقت فيه, قويت حجتك وزادت شهرتك وتميّزت عن غيرك, فحديث المتخصص ليس كغيره فافهم هذا جيداً.

الثالثة :معالجة المواقف المحرجة

ومنها:

· انطفاء الكهرباء.

· تعطّل جهاز الصوت.

· اعتراض أحد الحاضرين على بعض حديثك.

· نسيان ورقة الموضوع الذي أعددته.

· احداث فوضى مفاجئة داخل المكان بسبب بعض الأطفال , صرعٌ وصياحٌ لأحد الحاضرين أوصوت انفجار لأحد أجهزة الكهرباء, أوغيرها.

كل هذه المواقف والطوارئ عند حدوثها تكون سبب في إرتباك المتحدث , وتشتيت أفكاره ,مما يحدث عنده توتر وقلق قد يؤدي إلى عدم اتزان كلامه , وقلة تركيزه لما يقول ,بل ربما ينسى مكان آخر نقطة توقّف عندها فيؤثر على أدائه ,وخاصة إذا شعر بأن الحاضرين يلاحظون ذلك فيه.

العلاج

أولا : قبل حضورك للمكان الذي تود الوقوف فيه لحديثك كن على استعداد نفسي لاحتمال حدوث مثل هذه الطواريء وكيفية معالجتها وهي كالتالي:

· مثلا انطفاء الكهرباء : فعند الإنتهاء من إعداد كلمتك , حدد لك أماكن وقوف عند احتمال انطفاء الكهرباء بحيث تختصر موضوعك في نقطة معينة من غير أن تخل بالمعنى , يعني خطبة احتياطية قصيرة قد لا تتجاوز حديث اوحديثين مع فوائد مختصرة وتنهي الموضوع بسلام , ولا تلزم نفسك والناس تتأفف من شدة الحر بأن تكمل جميع ماكتبته وأعددته فلن تحقق هدفك مادام الناس ليست معك.

· تعطل جهاز الصوت : ينطبق عليه ماسبق من تحديد نقاط الوقوف الغير مخل, فبدون وضوح الصوت لن تصل رسالتك للجمهور , ولكن متى استطعت تجهيز بدائل صوتية تشتغل على غير الكهرباء حال الطوارئ كان ذلك أفضل ولكن إن كان في غير خطبة جمعة فلا تبدأ حتى تتأكد من سلامة الصوت أو وجود البديل الذي يقوم مقامه,فإن عُدم كل ذلك فإن كان الاختصار سيحقق الهدف وإلا فأجل الحديث إلى وقت مناسب.

· اعتراض أحد الحاضرين على بعض حديثك : لاشك أنه مما يؤثر على نفسيتك أثناء حديثك فيتطلب منك الهدوء والصمت حتى يكفيك الله شره إما بغيرك أو يسكت بنفسه , ثم تأخذ نفسا عميقا وتخرجه بتدرج شيئا فشيئا , وبعد ذلك انطلق بصوت منخفض وهدوء ووقوف بين الجمل قصير ثم تتدرج في الرفع رويدا رويدا حتى تعود إلى طبيعتك.

· نسيان ورقة الموضوع : هذه من الشائكات التي يتورط فيها المتحدث وكم من الخطباء من قد وقع فيها وغيرهم كذلك وقد شهدت موقفا لأحدهم عشت معاناته معه كأنني صاحب الموقف لشدة حرجه, وسمعت عن آخرين كذلك, فأقول علاج مثل هذا الموقف هو ماسبق ذكره في الإستعداد الثقافي والمعرفي فكلما كان لدى المتحدث سعة اطلاع , كانت لديه القدرة على مواجهة هذه التحديات فيتحدث بماشاء من غير مشقة , ولكن لو افترضنا أنه ليس لديه تلك الثقافة ,ففي نظري أن هناك فكرتان أراهما مناسبة إن كان خطيبا دائما في مسجده:

الأولى : إعداد خطبة قصير تتناسب مع كل الأوقات ووضعها في مكان محفوظ بجانب المنبر متى وجد أنه بحاجة إليها تناولها بمعنى خطبة طوارئ.

الثانية: حفظ أحاديث سهلة المعاني و التعليق عليها أو بعض النصوص القصيرة وإتقان حفظها جيدا ,فمتى ماوقع في مثل هذه الأحوال استدعاها من ذاكرته وأنقذ نفسه.

وأما في غيرخطبة الجمعة كالاحتفالات والأمسيات وغيرها فما عليه إلا أن يملأ جعبته ببعض التجارب المتنوعة التي يحاول أن تناسب معظم المواقف التي يعمل بها وحفظ بعض الإحصاءات التي تناسب المجالات التي سيتحدث عنها أو يحوّل اللقاء إلى نقاش وحوار حول فكرة يجيد الحوارفيها .

· أما إحداث فوضى مفاجئة في المكان : فقد سمعت أنه حدث في بعض الجوامع التي أعرفها أثناءخطبة الجمعة حيث أصابت أحد الحاضرين حالة نفسية فأخذ يصيح وينفعل , بل أخذ يضرب هنا وهناك ويرمي بما يقع في يديه على الحاضرين حتى أحدث ارباكاً لجميع المصلين وفوضى ولا شك أن الخطيب من أكثرهم ارتباكاً ,فمثل هذه الحالة علاجها كعلاج اعتراض أحد الحاضرين على حديثك , بالإضافة إلى التوقف ويطلب من الحاضرين إخراج مصدر التشويش والفوضى إلى خارج المكان والتخلص منها.

هذه الحالات ماقلتها من فراغ ,بل من واقع تجارب كما ذكرت سابقا حدثت لبعض الخطباء فالبعض أحسن التصرف والبعض لم يحسن فوقع في ورطة من الحرج لا يعلمها إلا الله فكن حذا منه والله الموفق. .

كتبها : يحي بن إبراهيم الشيخي

 

 

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مساحة11

Your Ad Spot

قائمة 2