اجتاز
عمر رضي الله عنه بصبيان يلعبون فهربوا إلا واحداً منهم يُدعى عبدالله بن الزبير،
فقال له عمر: لِمَ لم تفِر مع أصحابك؟ فرد عليه.. لم يكن لي جُرم فأفر منك، ولا
كان الطريق ضيّقًا فأوسع لك.
عندما
يتعرّف الإنسان على قدراته وإمكاناته ويقدّر ذاته ويحترمها ويتعامل مع المواقف
الحياتية بكل طمأنينة وثبات ويعتمد على نفسه بعد الله في قراراته وحل مشكلاته حتى
يتجاوزها, فهذا الذي يفرض على الآخرين احترامه وتقديره, لأنه هو الذي احترم نفسه
وقدرها, فلماذا الخوف والقلق والتوتر
والتردد, وأنت تعرف نفسك وتعرف ما لديك من
مهارات وإمكانات, فالواثق من نفسه هو الذي يتميّز بخوض المواقف الحياتية وهو مرفوع الهامة وبخطوات ثابتة لا يبالي بردة
فعل الآخرين ولا بكلامهم.
إن من
أشد الناس جاذبية أكثرهم ثقة بنفسه, والثقة بالنفس أن يشعر الشخص بالراحة
والطمأنينة والاعتزاز بالنفس بسبب ما أعطاه الله من امكانات، وتعتبر الثقة العمود
الفقري للشخصية المتميّزة، وتتضح ملامحها من خلال الإيجابية في تفاؤله وكلامه
وحركاته وسكناته وتصرفاته وردة فعله عند المواقف, من غير رهبة أو قلق أو توتر.
ومنها التواصل مع الآخرين أثناء التحدث
والاستماع بالعيون فهي تُعَبِر عن اهتمامك
بالمتحدث أو المستمع, ومنها احترام الذات
فلا يشتمها أمام الآخرين أو يذكر عيوبها حتى لا يقلل من شأنها, ومنها تجاهل سلبيات
الآخرين, وعدم الرد عليهم, والهدوء وقلة الحديث في المجالس وعدم رفع الصوت,
ومنها تقدير الذات فتقدير الذات هو بداية
طريق التميّز.
وَعَيَّرَني الأَعداءُ وَالعَيبُ
فيهِمُ ***وَلَيسَ بِعارٍ أَن يُقالَ ضَريرُ
إِذا أَبصَرَ المَرءُ المُروءَةَ
وَالتُقى***فَإِنَّ عَمى العَينَينِ لَيسَ يَضيرُ([1] )
كتبها/ يحيى الشيخي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق