يروى عن الخطيب الاغريقي العبقري ديموستين أنه كان يعاني من إعاقة في لسانه جعلت منه في صدر أيامه وأول نشأته شخصا منطويا يكابد سياط الرهاب الاجتماعي ولقاء الناس, وعندما توفي والده, ترك ثروة طائلة تجعله من أغنى أثرياء العالم, ولكن القانون الاغريقي في ذلك الوقت كان يفرض على الوارث أن يثبت حقه بمناظرة علنية وإلا سيذهب حقه, وبالفعل لم يستطع أن يناظر بسبب خجله ورهابه , وذهبت كل الثروة الطائلة التي تركها والده له في لمح البصر
بسبب خجله ورهابه, يالها من كارثة ومصيبة قد تجعل البعض ينتحر بسببها؟
, فماذا صنع ياترى؟ هل بكى وندب حظه وجلس في بيته؟ لا بل أخذ على نفسه عهداً أن يكون الخطيب الأول, وما هي إلا أيام حتى حقق ما أراد بل أعظم مما أراد لم يكون الخطيب الأول بل أصبح أخطب أهل الأرض في زمانه.
إنه الانتصار الحقيقي, عندما تستطيع أن تحل تلك القيود التي
كبلتك زمانا طويلا, وانطلقت حراً طليقا, تشعر وكأنك ولدت من جديد بعد أن فقدت
الحياة بأكملها, إن تحرر ديموستين من ماضيه الأليم أعظم حظا من تلك الأموال التي
سحبت أمام عينيه والحسرة تقطع قلبه, فالإنسان يستطيع أن يعيش بلا مال, لكنه لا يستطيع أن يعيش مكبل اليدين بقيود الإعاقات النفسية , مستسلما للهزائم النفسية التي تحرمه متعة الحياة ولذتها حتى ولو كان أغنى
أثرياء العالم.
يحيى الشيخي

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق